شرح العقيدة السفارينية
الناشر
دار الوطن للنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٦ هـ
مكان النشر
الرياض
تصانيف
ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى:
٤- ثم الصلاة والسلام سرمدا ... على النبي المصطفى كنز الهدى
ــ
الشرح
قوله: (ثم الصلاة والسلام سرمدا) ثم: أي بعد الثناء على الله أثنى بذكر حق الرسول ﷺ، وذلك بالصلاة والسلام عليه، وأعظم حقوق البشر حق النبي ﷺ، فهو أحق من الوالدين وأحق من الأقارب، بل وأحق من النفس ولهذا يجب تقديم محبته ﷺ على النفس، فيجب فداؤه بالنفس ﵊، ولا أحد من الخلق يجب فداؤه بالنفس ألا محمد ﷺ، ولا أحد من الخلق يجب تقديم محبته على النفس ألا محمد ﷺ، ولهذا لا يؤمن الإنسان حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ولا يمكن أن يؤمن الإنسان حتى يكون الرسول ﷺ أحب إليه حتى من نفسه.
وقوله: (ثم الصلاة والسلام سرمدا) يعني أبدًا. والصلاة تكلم العلماء ﵏ في معناها، ولكن أصح الأقوال فيها ما قاله أبو العالية الرياحي من أنها: ثناء الله على عبده في الملأ الأعلى (١)، فصلاة الله على رسوله يعني ثناءه عليه في الملا الأعلى، ومعنى ثنائه عليه في الملأ الأعلى أن الله تعالى يذكر أوصاف النبي ﷺ الحميدة عند الملائكة ويثني عليه.
وذهب بعض أهل العلم ﵏ إلى أن الصلاة هي الرحمة ولكن قولهم هذا ضعيف، والدليل على ذلك أن الله ﷾ ذكر الرحمة والصلاة في آية واحدة، فغاير بينهما، فقال: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) (البقرة: الآية ١٥٧) والعطف يقتضي المغايرة.
_________
(١) رواه البخاري بصيغة الجزم
1 / 51