شرح الأجرومية للأسمري

صالح الأسمري ت. غير معلوم
98

شرح الأجرومية للأسمري

تصانيف

كسابقه إلا أن كلمة (زَيْدٌ): مرفوعة لأنه بدل من كلمة (القوم) . الحالة الثالثة: أن يكون الكلام ناقصًا سواء أكان منفيًا أو مثبتًا، ومعنى قول النحاة (ناقصًا) أي أن المستثنى منه محذوف وهو كلمة (القوم) في قولك: (ما جاء القوم إلا زيدًا) حَيْثُ تحذف فتقول: (ما جاء إلا زَيْدٌ)، وحكمها هو بحسب موقعها من الإعراب كأن (إلاَّ) غير موجودة. مثاله: ما قام إلا زَيْدٌ. زَيْدٌ: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره لأنه هو الذي قام. وكقولك: ما مررت إلا بزَيْدٍ. بزَيْدٍ: جار ومجرور. وكقولك: ما رأيت إلا زيدًا. زيدًا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره. فائدة: هذه الحالة الثالثة يُسَمِّيها النحاة بالاستثناء المفرَّغ، وسبب التسمية أن المستثنى فرِّغ من عامل الاستثناء، ولذا أُعرب بحسب موقعه من الإعراب. وقيل: بل فرغ ما قبل (إلا) للعمل فيما بعد (إلا) . وينضاف إلى الحالة الثالثة حالة لم يذكرها الْمُصَنِّف - يرحمه الله - وهي ما يُسَمِّيه النحاة بالاستثناء المنقطع، ومعنى قولهم (الاستثناء المنقطع) أن يكون المستثنى لَيْسَ من المستثنى منه بل هو منقطع عنه منفصل عنه. مثاله: جاء القوم إلا حمارًا. إذ كلمة (حمارًا) لَيْسَتْ من المستثنى منه لأن المستثنى منه من بني آدم، والمستثنى من البهائم، وحكم هذه الحالة هو نَصْب المستثنى دومًا. مثاله: جاء القوم إلا حمارًا. أو: ما جاء القوم إلا حمارًا. إعرابه: كما سبق، وكلمة (حمارًا) مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره. باب ’ لا ‘ قال الْمُصَنِّف - يرحمه الله - (باب ’ لا ‘) يتعلق به شيئان: أولهما: يُقْصَدُ بـ (لا) هنا لا النافية للجنس - وسبق معنى اسم الجنس - وهو ما كان شائعًا غير مُعَيَّنٍ في جنسه كرجل ونحوه. والثاني: يتعلق بحكم (لا) وهو أن (لا) قسمان: الأول:

1 / 104