الملحق بالمثنى
هناك ملحقات بالمثنى، وهي أربعة ألفاظ، لفظان بشرط، ولفظان بلا شرط.
والملحق بالمثنى هو: الذي ليس له مفرد من لفظه، وهو أصلًا ليس على باب المثنى، فشروط المثنى لا تنطبق عليه، لكن يعرب إعراب المثنى، ولذلك ألحق بالمثنى.
فأما اللفظان اللذان بشرط فهما: كلا، وكلتا.
فهما لفظان يلحقان بالمثنى بشرط أن يضافا إلى ضمير.
لا إلى الأسماء الظاهرة، فقول الله تعالى: ﴿كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا﴾ [الكهف:٣٣].
هذا ليس ملحقًا بالمثنى؛ لأنه أضيف إلى اسم ظاهر؛ لكن لو قلت: جاءت الهندان كلتاهما.
فكلتاهما هذه مضافة إلى ضمير، فتلحق بالمثنى.
ونقول: أكل الزيدان كلاهما.
فهذا من الملحقات بالمثنى.
وقال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا﴾ [الإسراء:٢٣] فكلاهما ملحق بالمثنى؛ لأنه مضاف إلى الضمير.
وأما الملحقات بالمثنى بلا شرط فهما: اثنان واثنتان.
مثال ذلك: قول الله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا﴾ [التوبة:٣٦].
فاثنا: خبر إن مرفوع، وعلامة رفعه الألف؛ لأنه ملحق بالمثنى.
وقول الله تعالى: ﴿وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ﴾ [البقرة:٦٠]: المثنى «اثْنَتَا» فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف.
وقول الله تعالى في سورة المائدة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ﴾ [المائدة:١٠٦].
فالمثنى (اثنان)، مرفوع بالألف؛ لأنه ملحق بالمثنى.
وقول الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ﴾ [سبأ:١٥] فجنتان بدل كل من كل، بدل من آية والبدل يأخذ حكم المبدل، فهو مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى.
6 / 4