ولم تسمى حرف نفي وجزم وقلب؛ لأنها تنفي الفعل، وتجزمه، وتقلب معناه فيصير ماضيا.
(فللأسماء من ذلك الرفع والنصب والخفض ولا جزم فيها) يعني أن الأسماء يدخلها:
الرفع نحو: جاء زيد.
والنصب نحو: رأيت زيدا.
والخفض نحو مررت بزيد.
ولا يدخلها الجزم.
(وللأفعال من ذلك: الرفع، والنصب، والجزم، ولا خفض فيها) يعني أن الأفعال يدخلها:
الرفع، نحو: يضرب.
والنصب، نحو: لن أضرب.
والجزم، نحو: لم أضرب.
ولا يدخلها الخفض.
فالرفع والنصب يشترك فيهما الاسم والفعل، ويختص الاسم بالخفض، والفعل بالجزم، والله سبحانه وتعالى أعلم.
باب معرفة علامات الإعراب
(للرفع أربع علامات: الضمة، والواو، والألف، والنون) يعني أن الكلمة يعرف رفعها بواحد من أربع علامات:
إما الضمة، نحو: جاء زيد، فزيد فاعل مرفوع بالضمة.
فأما الضمة، فتكون علامة للرفع في أربعة مواضع: في الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء
أو الواو، نحو: جاء أبوك، وجاء الزيدون، فأبوك فاعل مرفوع بالواو، والزيدون فاعل مرفوع بالواو.
أو الألف، نحو: جاء الزيدان، فالزيدان فاعل مرفوع بالألف.
أو النون، نحو: يضربان، فيضربان فعل مضارع مرفوع بثبوت النون.
(فأما الضمة، فتكون علامة للرفع في أربعة مواضع: في الاسم المفرد، وجمع التكسير، وجمع المؤنث السالم، والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء) يعني أن الضمة تكون علامة للرفع في هذه المواضع: أي يعرف رفعها بوجود الضمة فيها لفظا أو تقديرا:
فالاسم المفرد، نحو جاء زيد والفتى، فزيد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، والفتى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر.
وجمع التكسير، وهو ما تغير عن بناء مفرده، نحو جاء الرجال والأسارى، فالرجال فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، والأسارى فاعل مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر.
صفحة ١١