شرح أبيات مغني اللبيب
محقق
عبد العزيز رباح - أحمد يوسف دقاق
الناشر
دار المأمون للتراث
رقم الإصدار
(جـ ١ - ٤) الثانية
سنة النشر
(جـ ٥ - ٨ الأولى)
مكان النشر
بيروت
تصانيف
به». وجملة: تتابعت، صفة للسنين، واللام فيها للجنس أيضا: بدليل أن غير القالي رواه «سنين» بلالام، وزعم ابن وحيي في شرحه أن قوله راع بالتنوين، وسنين ظرفه، وتتابعت: بالموحدة قبل العين، وقال أبو عبيد البكري فيما كتبه على «أمالي القالي» وسماه «اللآلي في شرح الأمالي»: ورواه غيره «تتابعت» بالياء المثناة التحتية، وهي رواية جيدة، لأن التتابع أخص بالشر، انتهى. قال في «القاموس»: والتتابع ركوب الأمر والتهافت، ولإسراع في الشر واللجاجة، والسنين: الأعوام، وجدبًا: تمييز محول عن الفاعل، والأصل: تتابع جدب السنين عليه، والجدب بفتح الجيم وسكون الدال المهملة: المحل وزنًا ومعنى، وهو انقطاع المطر ويبس الأرض، وقوله: فأصاخ، الفاء: لمحض السببية، وأضاخ بالصاد المهملة والخاء المعجمة: أمال أذنه للاستماع، وجملة يرجو حال من ضمير أصاخ، واسم يكون ضمير القطر، وخبرها حيًا، والحيا: بفتح الحاء المهملة والقصر، قال صاحب «القاموس»: الحيا: الخصب والمطر، ويمد، انتهى. والخصب بالكسر:
خلاف الجدب، وعلى كلا المعنيين لابد من تقدير مضاف، أي: سبب خصب أو مقدمة مطر، وإن قدرت تكون بمعنى تصير فلا حذف، وكذا إن قرت تكون تامة، وحيًا فاعلها، أي: يحصل الخصب والمطر، وقال المطرزي في فضل معنى المقامة من مقدمة «شرحه للمقامات الحريرية»: الحيا: اسم للمطر، لأنه يحيي البلاد والعباد، ثم سموا النبات حيًا، لأنه يكون بالمطر، ثم اتسعوا فسموا الثحم والسمن حيًا، لأنهما يكونان من النبات، وهو الذي أراده الراعي في قوله:
1 / 75