شرح أبيات مغني اللبيب
محقق
عبد العزيز رباح - أحمد يوسف دقاق
الناشر
دار المأمون للتراث
رقم الإصدار
(جـ ١ - ٤) الثانية
سنة النشر
(جـ ٥ - ٨ الأولى)
مكان النشر
بيروت
تصانيف
سأفعل ما بدا لي ثم آوي ... إلى جار كجار أبي دؤاد
وأما ابن سعدى، وسعدى أمه، فهو كما قال المبرد في «الكامل»:
أوس بن حارثة بن لأم الطائي، وكان سيدًا مقدمًا، فوفد هو وحاتم بن عبد الله الطائي على عمرو ابن هند وأبوه المنذر بن المنذر بن ماء السماء، فدعا أوسًا فقال: أأنت أفضل أم حاتم؟ فقال: أبيت اللعن، لو ملكني حاتم وولدي ولحمتي، لوهبنا في غداة واحدة! ثم دعا حاتمًا فقال: أأنت أفضل أم أوس؟ فقال: أبيت اللعن، إنما ذكرت بأوس، ولأحد ولده أفضل مني! وكان النعمان ابن المنذر دعا مجلة وعنده وفود العرب من كل حي، فقال: احضروا في غد، فإني ملبس هذه الحلة أكرمكم. فحضر القوم جميعًا إلا أوسًا، فقيل له: لم تتخلف؟ فقال: إن كا ن المراد غيري فأجمل الأشياء أن لا أكون حاضرًا، وإن كنت المراد فأطلب ويعرف مكاني. فلما جلس النعمان لم ير أوسًا، فقال: اذهبوا إلى أوس فقولوا له: احضر آمنًا مما خفت، فحضر فألبس الحلة، فحسده قوم من أهله، فقالوا للحطيئة: اهجه ولك ثلاثمائة ناقة، فقال الحطيئة: كيف أهججو رجلًا لا أرى في بيتي أثاثًا ولا مالًا إلا من عنده؟ ! ثم قال:
كيف الهجاء وما تنفك صالحة ... من آل لأم بظهر الغيب تأتيني
فقال لهم بشر بن أبي خازم أحد بني أسد بن خزيمة: أنا أهجوه لكم، فأخذ الإبل وفعل، فأغار أوس عليها فاكنسحها،’ فجعل لا يستحير حيًا إلا قال: قد أجرتك إلا من أوس، وكان في هجائه قد ذكر أمه، فأتي به، فدخل أوس على أمه فقال: قد أتينا ببشر الهاجي لك ولي، قالت: أو تطيعني؟ قال:
1 / 66