شرح أبيات مغني اللبيب
محقق
عبد العزيز رباح - أحمد يوسف دقاق
الناشر
دار المأمون للتراث
رقم الإصدار
(جـ ١ - ٤) الثانية
سنة النشر
(جـ ٥ - ٨ الأولى)
مكان النشر
بيروت
تصانيف
البقاء، والحجج: جمع حجة بكسر المهملة وهي السنة، والذي: صفة موصوفها محذوف، أي: لعمر البيت الذي، أقسم ببقاء البيت الذي زاره سنين متعددة، وهو البيت الحرام، وروي أيضًا:
فلا لغمر الذي مسحت كعبته
فيكون القسم ببقاء الله تعالى. وقوله: وما هريق على الأنصاب من جسد، هربق: هو أريق، والهاء بدل من الهمزة، والأنصاب: حجارة كانت العرب في الجاهلية تنصبها وتذبح عندها، والجسد بفتح الجيم والسين المهملة: هو الدم، وهو بيان لـ «ما» المعطوفة على الذي.
وقوله: والمؤمن العائذات الطير .. الخ، أقسم ببقاء الله تعالى أيضًا، فهو معطوف على الذي أيضًا، وزعم من لم يلاحظ البيت الذي قبله أن هذه الواو للقسم، قال ثعلب: أراد بالعائذات الحمام، جمع عائد، من عذت بالشيء، أي: لجأت إليه، والطير بالجر: بدل منه، وبالنصب إن كان العائذات منصوبًا بالكسرة على أنه مفعول به للمؤمن، والمؤمن هو الله سبحانه، وهو اسم فاعل من آمنه كما قال تعالى: ﴿الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف﴾.
وقد جمعنا ما للعلماء في هذا البيت من الكلام في الشاهد السابع والأربعين بعد الثلاثمائة من شواهد الرضي.
والطير: جمع طائر، وقد يقع على الواحد، والركبان: جمع راكب، وجملة «يمسحها ركبان مكة»: حال من الطير، والسند بفتحتين: ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح. وروى أبو عبيدة: «الغيل» بكسر الغين المعجمة، وقال: هي والسند أجمتان كانتا بين مكة والمدينة، وأنكرها الأصمعي وقال: إنما الغيل بالفتح وهو ماء، وإنما يعني النابغة ماء كان يخرج من أبي قبيس، كذا
1 / 100