ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار أبي أيوب، وأبو أيوب كان من أولاد العالم الناصح لتبع في شأن الكعبة، فكانوا ينتظرونه، وهم من أولاد العلماء- يا رسول الله، المنزل؟! فانبعثت به راحلته، فقال: «دعوها فإنها مأمورة» ، ثم خرجت به حتى جاءت به موضع المنبر فاستناخت به، ثم تحلحلت، ولنا خص ثم عريش، فأتوا يرشونه ويعمرونه ويتبردون فيه حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن راحلته، فأوى إلى الظل فنزل فيه، فأتاه أبو أيوب فقال: يا رسول الله منزلي أقرب المنازل إليك فانقل رحلك إلي. قال: نعم، فذهب برحله إلى المنزل، ثم أتاه رجل آخر فقال: يا رسول الله انزل علي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل مع رحله حيث كان، وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش اثنتي عشرة ليلة حتى بني المسجد.
قال الطبراني: تفرد به سعيد بن منصور. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد [6/ 63] : فيه صديق بن موسى، قال الذهبي: ليس بحجة.
قلت: وأخرج البيهقي في الدلائل [2/ 508] من حديث إبراهيم بن صرمة، ثنا يحيى بن سعيد، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس قال:
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلما دخل جاءت الأنصار برجالها ونسائها، فقالوا: إلينا يا رسول الله، فقال: دعوا الناقة فإنها مأمورة، فبركت على باب أبي أيوب، وخرجت جوار بني النجار يضربن بالدفوف وهن يقلن:
نحن جوار بني النجار ... يا حبذا محمدا من جار
... الحديث.
وأخرج ابن عدي في الكامل [2/ 591- 592] ، ومن طريقه ابن عساكر [16/ 43] من حديث ابن عمر قال: قال أهل المدينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ادخل المدينة راشدا مهديا. قال: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج الناس ينظرون إلى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلما مر على قوم قالوا: يا رسول الله هاهنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها مأمورة- يعني ناقته-، حتى بركت على باب أبي أيوب. -
صفحة ١٠٤