الشامل في الصناعة الطبية، الأدوية والأغذية: كتاب الهمزة

علاء الدين ابن النفيس، علي بن أبي الحزم القرشي (المتوفى: 687هـ) ت. 687 هجري
228

الشامل في الصناعة الطبية، الأدوية والأغذية: كتاب الهمزة

محقق

يوسف زيدان

الناشر

المجمع الثقافي

رقم الإصدار

الأولى

مكان النشر

أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة - ص. ب ٢٣٨٠

إذا أُطلق لفظ الأرنب فإنما يُراد به الأرنب البرِّى وهو الحيوان المعروف. وهذا الحيوان يختصُّ بأن يكون قلبه كبيرًا جدًا، بالنسبة إلى ما يستحقه بدنه! فلذلك تكون حرارته مُنبثة (١) فى جِرْمٍ بأكثر (٢) مما يستحقه مثلها، على قياس باقى الحيوانات. فلذلك، يكون قلبه باردًا - وإن تكن الحرارةُ فيه قليلة - فلذلك، هذا الحيوان جبانٌ، مع أنه (٣) حارُّ المزاج. وإنما خُلق كذلك، لأنه لولا جُبنه، لما كان يكون كثير الجزع والخوف؛ ولو لم يكن (٤) كذلك، لما كان يبادر إلى الهرب فكانت الحيوانات الكاسرة تتمكَّن منه (٥) كثيرًا، وبسهولة، لأنه عادمٌ للسِّلاح وللآلات التى يدافع بها المؤذيات. فلذلك، احتيج أن يكون هذا الحيوان جبانًا والجبن إنما يكون بالبرد. ولو كان هذا الحيوان بارد المزاج، لكان بطئ الحركة ضعيف العدْو؛ فكانت الحيوانات الكاسرة تدركه سريعًا. فلذلك، احتيج أن يكون هذا الحيوان حارَّ المزاج، جبانًا. وإنما يمكن ذلك، بأن تكون (٦) حرارته - حينئذٍ - ليست كثيرة، لا لنقصانها فى نفسها (٧) . وإنما يمكن ذلك، بأن يكون

(١) غير واضحة في ن. (٢) ن: أكثر. (٣) هنا تنتهى الورقة الساقطة في هـ. (٤):. ولو كان. (٥) -:. . (٦):. يكون. (٧) العبارة في المخطوطتين، كالتالي: بأن يكون حينئذٍ (ن: حسه) ليست حرارته لا لنقصانها في نفسها! .

1 / 259