الشامل في الصناعة الطبية، الأدوية والأغذية: كتاب الهمزة

علاء الدين ابن النفيس، علي بن أبي الحزم القرشي (المتوفى: 687هـ) ت. 687 هجري
129

الشامل في الصناعة الطبية، الأدوية والأغذية: كتاب الهمزة

محقق

يوسف زيدان

الناشر

المجمع الثقافي

رقم الإصدار

الأولى

مكان النشر

أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة - ص. ب ٢٣٨٠

تبريده لبدن الإنسان، فهو أكثر وأشد من تبريد اللحم، وذلك لأجل لطافة الحمض، وقوة غَوْصه، فيسهل نفوذه إلى حيث يبرِّد. وهذا كالثمار التى تكون أولًا عفصة، ثم تصير حامضة؛ فإنها فى حال عفوصتها، يكون بردها فى نفسها أشد بردًا - لامحالة - من بردها فى حال الحموضة، وأما تبريدها لبدن الإنسان فهو - لامحالة - أقل من تبريدها فى (١) الحموضة. وكذلك نقولُ فى يبوسة هذا الحمض، فإنها وإن لم تكن فى نفسها شديدة جدًا (٢)، فإنَّ فِعْلها فى بدن الإنسان قوىٌّ، وذلك لأجل لطافة الحمض وقوَّةِ نفوذه. وأما ورقُ هذا النبات، فإنه حارٌّ يابسٌ، وذلك لأجل ما فيه من النارية. ولابد وأن يكون إلى غِلَظٍ، لأجل ما فيه من الأرضية. وأما زهرُ هذا النبات، فلابد أيضًا أن يكون حارًّا، وإلا لم يكن حادَّ الرائحة. ولابد وأن يكون لطيفُ الجوهر، لأن مادته - كما بيَّنَّاه أولًا - هى الأجزاء المتصعِّدة عن مادة الثمرة. ولابد وأن يكون إلى يبوسة، لأن هذا المتصعِّد أكثره دُخَّانىٌّ؛ لأن تصعُّده من المادة التى يتكوَّن منها هذا النبات، وتلك أرضيةٌ لامحالة، وإن كان لابد فيها من مائيةٍ كثيرة. فلذلك، هذا الزهر لابد وأن يكون محلِّلًا، لأجل حرارته، ولكنه لغلظه ليس بمفتِّح. وأما حَبُّ ثمرة هذا النبات، فإنه محلِّلٌ بدهنيته، مقوٍّ للأعضاء لأجل عِطريَّته. أما حِمْضُ ثمرة هذا النبات، فإنه مبرِّدٌ، قامعٌ، ملطِّفٌ، شديدُ الجلاء والغوص ولأجل ذلك هو ملطفٌ. وأما تلطيفه مع (٣) تقطيعه فلأنه (٤) - على ما

(١):. من. (٢) مطموسة في ن. (٣) لم ترد الكلمة في المخطوطتي، وفي موضعها بياضٌ في كلتيهما. (٤):. لها (وغير ذات معنى) .

1 / 147