الشامل في الصناعة الطبية، الأدوية والأغذية: كتاب الهمزة

علاء الدين ابن النفيس، علي بن أبي الحزم القرشي (المتوفى: 687هـ) ت. 687 هجري
102

الشامل في الصناعة الطبية، الأدوية والأغذية: كتاب الهمزة

محقق

يوسف زيدان

الناشر

المجمع الثقافي

رقم الإصدار

الأولى

مكان النشر

أبوظبي - الإمارات العربية المتحدة - ص. ب ٢٣٨٠

الفصل الرابع في فِعْلِهِ في أَعْضَاءِ النَّفْضِ (١) إنَّ هذا الدواء، لما كان حارًّا مُرًّا؛ فهو لامحالة بعيدٌ عن طبيعة الحياة (٢) . فلذلك، هو قاتلٌ للدود، وللجنين أيضًا! وقد بَيَّنَّا أنه، لقوة حرارته، مع قوة جَلْيه (٣) ولطافته؛ لابد وأن يكون تفتيحه شديدًا. فلذلك، لابد وأن يكون دواءً مدرًّا (٤) للحَيْض. ولأنه يقتل الجنين، ويدرُّ الحيض؛ فهو لذلك يُخرج الجنين، سواءً كان ذلك الجنين - قبل استعماله - حيًّا أو ميتًا. وقد يبلغ من قوة إدراره، أن يَبُوِّل الدم؛ لأن المدِرَّ لابد وأن يكون من شأنه تحريك الرطوبات من محدَّب الكبد، إلى جهة الكلى والمثانة. وإذا كان فعله هذا قويًا، فقد يحرِّك الرطوبات المخالطة للدم إلى هناك، ويُلزم ذلك أن يَبُوِّل الدم. ويبلغ من قوة قتله للجنين وإخراجه له، أنه يفعل ذلك إذا تحمَّلته المرأة، بل وإذا تدخَّنت به. وكذلك، يبلغ من قتله الديدان، أن يقتل حَبَّ القَرْعِ (٥) .

(١) باهتة في ن. (٢):. الحيوة. (٣):. جلده (وهي غير ذات معنى!) (٤):. مدر. (٥) يقول ابن سينا: أصناف الديدان أربعةٌ؛ طوالٌ عظام، ومستديرةٌ، ومعترضةٌ وهي حب القرع وصغار. وإنما اختلف تولُّدها بحسب اختلاف ما منه تتولَّد.. وحب القرع في الأكثر يتولَّد فيمن فارق سِنَّ الصبا (القانون في الطب، طبعة بولاق ٤٧٦/٢) .

1 / 116