وكان وقع إلينا هذا الخبر الذي ذكرناه عن عائشة من رواية أبي بكر بن أبي خيثمة، عن شيخ له سماه صبيح بن عبد الله الفرغاني، رواه هذا الشيخ عن عبد العزيز بن عبد المطلب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه وهشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وفي الخبر تفسير ما ذكر من اللغات مختلطا أحدهما بالآخر، [فاشتبه] الوجه علينا في اختلاط هذا التفسير بالحديث، وغلب على القلب أنه من عند جعفر بن محمد، إذ كان وافر الحظ في العلوم والمعارف كلها، فكتبناه في "كتاب الدلائل" على الاختلاط الذي ذكرناه، وكنا لا نشك في أن أبا بكر بن [أبي] خيثمة في محله من الدين والثقة في الرواية لم يرو هذا الخبر إلا من حيث يجوز لمثله روايته وإيداعه كتابه، إذ كان هذا الخبر مثبتا له في كتاب "التاريخ"، فتتبعنا الحقيقة، فرأينا في رواية بعض ثقات المشايخ لهذا الحديث عنه وأنه قال في صبيح بن عبد الله: "مأمون ثقة"، وقال في عبد العزيز بن عبد الصمد: "إنه شيخ لقيه صبيح هذا في طريق مكة".
صفحة ٦١