شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
الناشر
دار القمة
الإصدار
-
مكان النشر
الإسكندرية
تصانيف
حجتهم: إننا ما اتبعناه وصدقناه وآمنا به إلا بعد رؤيتنا ما خصه الله من الصفات التي لم ينازعه فيها أحد أبدا. وأضيف أن اختصاص الله- ﷾ نبيه ﷺ بهذه الخصال الجميلة، لا تدل فحسب على حب الله لنبيه ﷺ ولكن تدل أيضا على حب الله- ﷿ لهذه الأمة؛ لأن المعجزات الحسية والمعنوية، التي كانت في شخص النبي أو تحققت على يده ﷺ تقوي إيمان العبد وتزيد حبه لرسول الله ﷺ.
٣- جمال صوته وحسنه ﷺ:
عن البراء بن عازب ﵁ قال: (سمعت النّبيّ ﷺ قرأ في العشاء بالتّين والزّيتون، فما سمعت أحدا أحسن صوتا منه) «١» .
كما جمل الله كل شيء في النبي ﷺ كما ذكرت ذلك في عدة مواضع من الكتاب- فقد جمّل له صوته، فما كان أحد من الصحابة أحسن صوتا منه، كما قال البراء بن عازب في حديث الباب، ولا تكتمل أبدا منظومة الجمال إلا بحسن الصوت، فإنك لو رأيت رجلا جميلا في كل شيء، إلا أن صوته مزعج أو نشاز، فإنك ستذهل عن جماله لقبح صوته، وتتمنى لو سكت عن الكلام.
وأعتقد أن حسن صوت النبي ﷺ كان منّة من الله عليه وعلى أمته، لأنه ﷺ كان كثيرا ما يقرأ عليهم القرآن في المجالس تعليما وتلقينا، ويتلوه عليهم في الصلوات ويطول في القراءة جدا، فبقدر ما يكون معلم الناس القرآن جميل الصوت بقدر ما يأخذ بألباب الناس وعقولهم.
كما يؤخذ من الحديث أيضا حرص الصحابة ﵃ على مراقبة كل ما يخص النبي ﷺ وإبلاغه للأمة من بعدهم حتى صوته ﷺ فجزاهم الله عنا خيرا.
٤- ضحكه ﷺ
عن أنس ﵁ قال: بينا رسول الله ﷺ ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة، ثمّ رفع رأسه متبسّما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: «أنزلت عليّ آنفا سورة، فقرأ:
إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [الكوثر: ١- ٣]،
(١) البخاري، كتاب: الأذان، باب: القراءة في العشاء، برقم (٧٦٩)، مسلم، كتاب: الصلاة، باب: القراءة في العشاء، برقم (٤٦٤) .
1 / 348