227

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

الناشر

دار القمة

رقم الإصدار

-

مكان النشر

الإسكندرية

تصانيف

الفائدة السادسة: كمال رسالته ﷺ وعلو قدرها على جميع الرسالات السماوية السابقة، ذلك أن كل رسالة أنزلها الله- ﷿ جعلها صالحة لزمن معين ولطائفة مخصوصة من الناس، أما رسالته ﷺ فإنها رسالة صالحة للخلق كلهم جميعا تصلح لمعادهم ومعاشهم ودنياهم وأخراهم، لأول الزمان وآخره، لسنوات الأمن وسنوات الفتن، لأيام الرخاء وأيام الشدة، رسالة لا تعرف أي نوع من الحدود، لا حدود في زمان ولا مكان ولا جنس ولا لغة. الفائدة السابعة: اتساع أمة الدعوة الخاصة بالنبي ﷺ وهي الأمة الموجه لها الأمر الرباني بالدخول في الإسلام والإيمان ببعثته ﷺ حيث إن الخطاب توجه لكل أحد بلغته دعوة النبي ﷺ من يوم بعثته ﷺ إلى يوم القيامة. ويؤخذ من الحديث أيضا أن النبي ﷺ هو أكثر الرسل أتباعا يوم القيامة وقد بوبت لذلك بابا خاصّا. ١٣- أعطي ﷺ جوامع الكلم: عن أبي هريرة: أنّ رسول الله ﷺ قال: «فضّلت على الأنبياء بستّ: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرّعب، وأحلّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافّة، وختم بي النّبيّون» . هذا الحديث من الأحاديث التي جمعت بعض ما فضّل به النبي ﷺ على سائر الأنبياء والمرسلين، مما يدل على تفصيل الله- ﵎ له وحبه إياه ﷺ. وقوله ﷺ: «فضلت على الأنبياء بست»، لا يدل على أنه لم يفضل بغيرهن، لورود أحاديث صحيحة تثبت غيرهن من الفضائل، وقد أوردت طرفا منها في هذا الفصل، وقد ذكر أبو سعيد النيسابوري «١» في كتاب شرف المصطفى أن عدد ما اختص به نبينا ﷺ عن الأنبياء ستون خصلة. فلعل الله- ﵎ أوحى إليه أولا بأنه فضّل بتلك الفضائل الستة الواردة في حديث الباب، ثم تتابع الوحي عليه بفضائل أخرى متفرقة.

(١) هو عبد الرحمن بن الحسين بن خالد القاضي شيخ أهل الرأي بخراسان أبو سعيد النيسابوري الحنفي، توفي في سنة (٣٠٩ هـ) بنيسابور عن نيف وثمانين سنة، انظر سير أعلام النبلاء (١٤/ ٢٨٤) .

1 / 233