شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
الناشر
دار القمة
رقم الإصدار
-
مكان النشر
الإسكندرية
تصانيف
قلت: أي خبيث، على محمّد ﷺ؟! فأخذتني غضبة ضربت وجهه، فقال النّبيّ ﷺ: «لا تخيّروا بين الأنبياء فإنّ النّاس يصعقون يوم القيامة فأكون أوّل من تنشقّ عنه الأرض، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أكان فيمن صعق أم حوسب بصعقة الأولى» .
رواه البخاري «١» .
الشاهد في الحديث:
قوله ﷺ: «فأكون أول من تنشق عنه الأرض» . وقد مر شرح هذا الحديث مبسوطا.
٦- أنه ﷺ صاحب الوسيلة:
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنّه سمع النّبيّ ﷺ يقول: «إذا سمعتم المؤذّن فقولوا مثل ما يقول، ثمّ صلّوا عليّ؛ فإنّه من صلىّ عليّ صلاة صلّى الله عليه بها عشرا، ثمّ سلوا الله لي الوسيلة فإنّها منزلة في الجنّة لا تنبغي إلّا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو. فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشّفاعة» . رواه مسلم «٢» .
الشاهد في الحديث:
قوله ﷺ: «فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا» .
بعض فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
في شمائل النبي ﷺ:
١- علو منزلته ﷺ على سائر الأنبياء في الآخرة- كما هو الحال في الدنيا- حيث إنه ﷺ أرفعهم منزلة في الجنة، ويدل هذا على عظيم حب الله له ﷺ، وأنه أخشى الناس وأتقاهم لله- ﷿.
٢- في الحديث دليل على أن النبي ﷺ لم يفضّل على الأنبياء بخمس أو ست خصال فقط، وهي المذكورة في الحديث الذي رواه الشيخان «٣»، وأن هذه الخصال الخمس ليست على سبيل الحصر، والدليل على ذلك أن درجة الوسيلة لم تذكر في هذا الحديث، وقد ذكرت العديد من تلك الصفات والخصال في كتابي هذا.
(١) البخاري، كتاب: الخصومات، باب: ما يذكر في الإشخاص والخصومة ...، برقم (٢٤١٢) . (٢) مسلم، كتاب: الصلاة، باب: استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه، برقم (٣٨٤) . (٣) البخاري، كتاب: الصلاة، باب: قول النبي ﷺ: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، برقم (٤٣٨)، ومسلم، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، برقم (٥٢١)، من حديث جابر بن عبد الله ﵁.
1 / 221