78

شجرة الدر

تصانيف

والغناء.

وبعد قليل جاء الغلام يقول: «إن الأمير ركن الدين بالباب.» فقالت: «يدخل.» وأشارت إلى

شوكار أن تسكت.

فدخل وألقى التحية، فابتسمت له، وقد ألقت النقاب بعض الشيء على رأسها، وفعلت شوكار مثل

فعلها، وقالت شجرة الدر: «مرحبا بالبطل ركن الدين، تفضل.» وأشارت إلى كرسي بين يديها،

فجلس عليه وهو يتأدب في نظراته ويفكر في سبب تلك الدعوة، فقالت شجرة الدر: «أتعلم يا ركن

الدين لماذا دعوتك؟» قال: «لا يا سيدتي، وإنما أعلم أني سيف من أسياف مولاتي ترمي بي حيثما

شاءت.» فقالت: «بارك الله فيك. لكن هل تفعل ما تفعله إكراما لي وحدي؟»

فلما سمع قولها علم أنها تداعبه وتشير إلى علاقته المستقبلة بشوكار، فسره أنها بادرته

بالحديث فقال: «نعم يا سيدتي؛ لأنك أنت صاحبة الأمر والنهي من كل وجه.» والتفت إلى شوكار

صفحة غير معروفة