اختيارها ملكة تتولى شئون الدولة بمساعدتهم. وقد تعهد أصحاب السيوف بطاعتها لإحقاق الحق
وحماية بيضة الدين. ونحن الآن نحتفل بتنصيبها، وسندعو لها على المنابر بعد مولانا أمير
المؤمنين المستعصم بالله، وسننقش اسمها على الدنانير والدراهم، فادعوا لأمير المؤمنين.»
فضج الجميع بالدعاء للخليفة وهم وقوف، ثم تقدم قاضي القضاة فدعا لشجرة الدر قائلا: «واحفظ اللهم ملكة المسلمين، عصمة الدنيا والدين، أم خليل المستعصمية، صاحبة السلطان الملك
الصالح.»
فقال عز الدين أيبك: «وقد عهدت إلي في تدبير المملكة باسمها، وولت الأمير ركن الدين بيبرس
الداودارية الخاصة، وأمرتني أن أثبت أصحاب المناصب الموالين لنا في مناصبهم من أصحاب
الأقلام وأصحاب السيوف.» ثم أشار إلى صاحب الستر الواقف بجانب القبة، فأزاح الستر، فبان
داخل القبة، فإذا هي مبطنة بأطلس أصفر مزركش، وفي صدرها شجرة الدر جالسة على السرير قد أرخت
النقاب وعلى رأسها العصائب السلطانية، وهي صفر عليها ألقاب المملكة مطرزة بالذهب.
صفحة غير معروفة