ترضى بالسلطنة لأنكم اخترتموها لها.»
وقد صدقوه، وسرهم ما سينالونه من الهدايا - وهي العطايا يعطيها السلطان عند توليته - وقد
اعتزمت شجرة الدر أن تجعلها كبيرة؛ لعلمها بما يعتور سلطنتها من العقبات؛ لأنها أول امرأة
تولت ذلك في الإسلام.
وخرج عز الدين لوداعهم وهو يثني على هممهم ويمنيهم، ثم عاد إلى شجرة الدر يلفتها إلى
الهدايا وقيمتها، ثم افترقا على أن يمضي لتهيئة الاحتفال. •••
لم تطلع شمس ذلك النهار حتى علم أهل جزيرة الروضة بما نالته شجرة الدر، وأنها أصبحت
سلطانة مصر. وقد وقع الخبر موقع الاستغراب عند كثيرين، وموقع الغيرة والحسد عند زميلاتها
جواري الملك الصالح - وكل ذي نعمة محسود - وكانت أشدهن غيرة جارية كردية الأصل اسمها سلافة،
كانت تفاخر سائر الجواري بأنها من قبيلة الملك الصالح، وكان هو يقربها حتى جعلها قيمة قصره،
صفحة غير معروفة