41

شجرة الدر

تصانيف

ولده خليل كانت من أعز الناس عنده، وهي عاقلة مدبرة، ومن أبناء جلدتنا وتغار علينا، فأرى أن

نوليها هذا المنصب. فرضي القوم بذلك، واتفق رأيهم على أن تكوني ملكة مصر. ألا يحق لي أن

أقبل يدك وأطلب رضاك؟»

قالت: «معاذ الله. أستغفر الله. إنك حبيبي وصاحب الفضل علي؛ لأني لولاك لم أحصل على هذا

المنصب. فإذا تم لي الملك فأنت صاحب النفوذ الأول فيه، فأدعوك مدبر الملكة. ومن هو أولى به

منك؟»

فانشرح صدر عز الدين لهذا الوعد، وهو ما كان يتمناه وقد حصل عليه على أن يتدرج منه إلى ما

هو أعظم. فأظهر الشكر وأنه لا يستحق هذا الالتفات ونحو ذلك من أسباب المجاملة.

أما هي فإنها عرفت لصديقها فضله، وأخذت تثني على علو همته وغيرته، وأنها لا تثق إلا به،

وقالت له: «إني لا أستغني عنك في تدبير المملكة.»

صفحة غير معروفة