40

شجرة الدر

تصانيف

قال بلهفة المحب الولهان: «إنما فعلت ذلك خدمة لسيدتي وحبيبتي شجرة الدر وطوعا لأمرها.»

فأثر كلامه في خاطرها لأنها تحبه، فهاجت أشجانها وقالت: «إني أعرف هذا الجميل لك يا عز

الدين، وليست هذه هي المرة الأولى التي برهنت فيها على صدق مودتك، فأنا أسيرة ودادك.»

قال: «يكفيني منك لفتة رضا يا سيدتي، ولا سيما الآن بعد أن صرت ملكة المسلمين.»

فتظاهرت بالاستغراب وقالت: «ملكة المسلمين، ماذا تقول؟» قال: «أنت الآن ملكتي والقابضة

على قلبي وستصبحين غدا ملكة المسلمين وعصمة الدنيا والدين.» قالت: «وكيف ذلك؟ أفصح.»

قال: «لما قتل الملك المعظم أمس اجتمع الأمراء ودار الحديث على من يتولى السلطة بعده،

واختلفت الآراء، فقلت لهم: إننا لا نحب أن نستقدم أحدا من آل أيوب، وقد رأينا مصيرنا معهم،

وشدد آخرون في أن يكون السلطان من البيت الأيوبي، فقلت لهم نعمل عملا وسطا؟ نحن إنما

نحترم من الأيوبيين مولانا الملك الصالح - رحمه الله - ولا نأمن أحدا من أهله، وهذه أم

صفحة غير معروفة