قالت: «لعله خبر مهم؟»
قال وهو يبتسم: «أظنه كذلك.»
فأدركت شيئا من مراده لكنها حولت الحديث وقالت: «لم تخبرني عن القواد الأبطال الذين
فتكوا بالملك المعظم. هل أنت منهم؟»
قال: «نعم، إني أصغرهم شأنا، وقد فعلت ذلك بأمر مولاي الأمير عز الدين.»
فأعجبها تواضعه واحتشامه، فقالت: «أراك تتنصل كأنك تعد هذا العمل جريمة وعارا، إنه عمل
عظيم يحق لك الافتخار به، وقد نجيت البلاد من الخراب؛ لأن هذا الملك لم يكن أهلا للسلطة،
ولو طال مكثه في هذا المنصب لجر علينا الدمار، فلا تخف. وقد أنبأني عز الدين ببلائك، وأنا
طالما توسمت فيك البسالة والإقدام، وسيكون لك شأن عظيم، فإذا صدق توسمي فيك أهديتك أثمن ما
عندي.» قالت ذلك ونظرت إلى شوكار وضحكت، فأدركت شوكار غرضها، فغلب عليها الحياء لأنها لم
صفحة غير معروفة