وخيل إليها أنها تستطيع أن تظل ملكة وزوجا، وأن يظل لها عرش ورجل؛ عرش مصر نفسه، ولكن الرجل غير أيبك الجاشنكير.
فكتبت كتابا إلى الملك الناصر صلاح الدين صاحب دمشق تدعوه إلى الزحف على مصر وتمنيه أن تهيئ له أسباب النصر، وأن ... وأن تتزوجه!
وبلغ كتابها الناصر، فهم أن يجيبها، ثم اشترط أن تقدم له عربون الصفقة مقتل أيبك.
وعادت تفكر من جديد في خطة غيرها.
وجاءها النبأ باعتزام المعز على إنزالها من قصر القلعة إلى دار الوزارة بالقاهرة، ليهيئ قصر القلعة لعهد جديد.
يا ويلتا! حتى القصر لم يعد يتسع لها وكانت تقبض يدها على القصر والعرش والملك والدولة جميعا! فلتدبر أمرها على وجه جديد.
ومثلت أمام مرآتها تؤامرها وتستمع لما تصف لعينيها من جمال لم يبله مر السنين، واطمأنت إلى ما دبرت.
الفصل السابع والعشرون
الخاتمة
كان الملك المعز قد هجر القلعة وأقام في مناظر اللوق منذ أيام؛ إذ فسد ما بينه وبين شجرة الدر، فليس بينهما حين يجتمعان إلا الخلف والمشاجرة، فلما اطمأنت شجرة الدر إلى تدبيرها، بعثت إليه رسولها يدعوه ويتلطف في الدعوة؛ فكأنما خيل إلى المعز من غفلته أن شجرة الدر قد فاءت إلى طبيعة الأنثى حين يهجرها الرجل، فتهفو إليه نفسها؛ فأجاب دعوتها نشيطا راضيا.
صفحة غير معروفة