فلم تدفن إلا بشفاعة رسول الخليفة العباسي،
13
فووريت التراب بلا احتفال!
الفصل التاسع عشر
ضيافة في سجن
كانت الشمس قد غابت، ولكن السماء لم تزل مصطبغة بلون الشفق، حين أرسى زورق صغير على شاطئ المنصورة، فهبطت منه سيدة ملثمة تخب في ثياب فضفاضة قد سترتها من قمة الرأس إلى أخمص القدم، فلا يبدو منها إلا عينان تبصان فيهما قلق وريبة، ثم هبط وراءها من الزورق شابان فارعان
1
في ثياب الفرسان، لهما سمت
2
ومنظر، وفي عيونهما مثل ما في عيني السيدة من الريبة والقلق. وكأنما أرسى الزورق على هذا المكان من ذلك الشاطئ في هذه الساعة من الليل، لموعد قد حدد بدقة، فلم تكد السيدة والشابان يهبطون إلى الأرض، حتى أقبل شابان في ثياب الحرس السلطاني، فمثلا بين يدي السيدة، وانحنيا انحناءة خفيفة للتحية، ثم استدارا إلى الطريق، ومشيا تتبعهما السيدة وزميلاها. لم يتحدث أحد منهم إلى أحد، كأنما هي خطة مرسومة قد عرفها كل واحد من الخمسة تفصيلا فلا حاجة به أن يسأل ولا أن يجيب.
صفحة غير معروفة