فقال العملاق ساخرا: أهلا بالزلازل، هي دواء موصوف لصحتي!
في أثناء ذلك مضت الفتاة تتسلل ناحية المطبخ ... خطوة فخطوة، وعين الفتى تلحظها بقلق. وغطى على تحركاتها بتوجيه الخطاب إلى الجميع قائلا: ما أحوجنا إلى تحكيم نزيه! فهذا رجل يتوهم أنه قاض، وهو في الحقيقة قاتل، وذلك رجل آخر يزعم أنه صاحب البيت، وتؤكدون أنه لص منازل حقير، وأنا أقول إنني صاحب البيت، على حين يتهمني هؤلاء بأنني قاتل المرأة الطيبة. فما المخرج من هذه الفوضى؟ لا مفر من أن نستدعي الشرطة!
فقال العملاق باستهانة: سيقذف بنا اقتراحك إلى قعر بئر عميق. - بل ليس أسهل من استدعاء الشرطة. - ولكن المشاكل تبدأ بمجيئها؛ ستحرر لنا محضرا طويلا عريضا لا بداية له ولا نهاية، ثم تأمر بتحويلنا إلى النيابة، ويستمر التحقيق أياما وأسابيع: من القاتل ؟ من اللص؟ من صاحب الشقة؟ ... ثم تأمر بتحويلنا إلى المحكمة، ويتقاذفنا الاتهام والدفاع حتى نتفق، ونؤجل من جلسة إلى أخرى، ولن ينطق بالحكم حتى يكون أول إنسان قد هبط فوق سطح القمر، وفي أثناء ذلك تغلق الشقة وتختم بالشمع الأحمر؛ فتصير نهبا للحشرات والأشباح، لا تنس هذه السلسلة المعقدة التي لا نهاية لها. - ولكنها حاسمة وعادلة! - أيسر من ذلك أن تنقض على خصمك فتحطم جدران بطنه بلكمة صادقة، فيعترف لك بحقك، ثم تتصافحا ويذهب كلاكما إلى حال سبيله.
وتقدمت الراقصة خطوة وقالت: فيم تتناقشون والعقد محلولة بنفسها لا تحتاج إلى حلال؟
فقال العملاق ساخرا: لنستمع إلى الغازية!
ولكنها قالت بهدوء دون تأثر أو غضب: لا حاجة بنا إلى البحث عن القاتل؛ فقد حوكم وقضي عليه بالإعدام!
فقال الزمار بحماس: وبإعدامه يبطل ادعاؤه ملكية الشقة.
وعادت الراقصة تواصل حديثها قائلة: وتصبح الشقة ملكا لنا جميعا على قدم المساواة!
فابتسم العملاق لأول مرة؛ ولكنه قال بعجرفة: لا أقبل المساواة!
فقال الرجل الغليظ بعجرفة مماثلة: وأنا أرفضها!
صفحة غير معروفة