فأتتني أمي وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فأتيتها لا أدري ما تريد مني، فأخذت بيدي فأوقفتني على باب الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر. فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني فلم يرعني إلا رسول الله
صلى الله عليه وسلم
ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين.»
1
وكانت معهما في الحجرة «أسماء بنت» عمر فحدثت تقول: لم يكن في وليمة السيدة عائشة من الطعام سوى قليل من اللبن، شرب الرسول بعضه ثم مد يده الكريمة بالإناء إلى عائشة فخجلت ولم تتناوله، فقلت لها: لا تردي ما يعطيه لك النبي
صلى الله عليه وسلم
وشربت أسماء ما تبقى.
على هذا النحو من البساطة والصفاء وقلة الكلفة تم زواج النبي - صلوات الله عليه وسلم - من السيدة عائشة الصديقة - رضي الله عنها - في الشهر الثامن من الهجرة.
كانت عائشة صبية صغيرة ذات ملامح جذابة وكانت في عنفوان الصبا حتى إنها في أوائل زواجها كانت لم تنقطع بعد عن لعبها مع صواحب لها، وهي في انعكافها على ألعابها وانشغالها بعرائسها وإذا بالرسول
صلى الله عليه وسلم
صفحة غير معروفة