وقد كان سعادة زكي باشا من أول المشجعين لي على المضي في تعريب كتب الأميرة رغبة في نشر مآثر الأمراء والأميرات من البيت الملكي الكريم، وإننا لنسجل هنا بيد الفخار والإعجاب خطبته التي ألقاها على أعضاء المجمع العلمي المصري في شهر رجب عام 1340 الموافق مارس 1922، فإنها خير كلمة نصدر بها مثل هذا الكتاب وسيراها القارئ بعد كلمة الأميرة، وفقنا الله جميعا إلى ما فيه خير البلاد.
القاهرة، في 11 ربيع الأول سنة 1343
عبد العزيز أمين الخانجي
كلمة الأميرة
اجتمعنا معشر أهل التوحيد تحت اللواء المحمدي المبارك، نازلين عند قوله - عز وجل:
إنما المؤمنون إخوة ، فرفعنا ستور الجنسية وأزلنا حوائل القومية، فأصبحنا جميعا منذ ذلك اليوم بنعمة الله إخوانا، أسرة واحدة، تجمعهم فكرة واحدة، فما أجمل هذا النداء الإلهي الذي ضمن لنا السلام والوئام.
أميزنا عند الله أكثرنا استقامة لقوله الجليل:
إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، فيا لله من جمال هذا الدستور الذي يغري الأمة بمكارم الأخلاق!
البلاد الآهلة بالإسلام هي وطننا الديني، والعلم الأخضر ذو الهلال والنجوم الثلاث هو لواؤنا الملي، لنا ماض مجيد ينحدر حتى أعماق أربعة عشر عصرا، ولنا تاريخ مملوء بالعظائم، وقد كانت لنا حضارة تزري بحضارة الرومان، ولنا ذكريات طيبة تبعث في النفس الطمأنينة، مضت علينا أيام رأينا فيها شمس المعارف تشرق في ديارنا، فأبصرنا بنور العلم ما حولنا ووقفنا بقدرة الفن على كل حال وشأن لنا، فيا للسعادة!
لم نثبت في موقفنا، لم نتمسك بأهداب العلم، تلك فرصة سنحت لم نقتنصها، فيا للحسرة!
صفحة غير معروفة