شد الأزار في حط الأوزار عن زوار المزار
تصانيف
كان فى بدء الأمر شابا راعيا لأغنام بعض الرؤساء يرعى الغنم بالنهار ويؤويها بالليل الى الدار وكانت لذاك الرئيس ابنة جميلة قد ترعرعت وراهقت فعشقته لشبابه وحسنه وادبه وامانته فى معاملته فوجدت عن اهله «6» غفلة فى بعض الليالي فانتهزت تلك الفرصة واتت اليه وكان الشيخ نائما فأرادت مضاجعته وهمت به لتعانقه فاستيقظ فرأى امراة ذات حسن وجمال تدعوه الى نفسها فاتقى الله ونهى نفسه عن هواها فصاح عليها وقال لها ان لا تتركينى بحالى وتذهبى ايقظت اباك واهلك فخافت الابنة وذهبت فورد فى تلك الحالة على قلبه وارد من عوالم الغيوب حتى غاب عن حسه فلما افاق (ورق 66) ترك الاكتساب وتوجه الى الله تعالى بالكلية وفتحت عليه «1» الفتوحات فكان يزوره العلماء الربانيون، وسمعت مولانا قوام الدين عبد الله «2» قال سمعت والدى ان احدا من الناس اذا اراد زيارته فأن اراد الشيخ لقاءه وجد الباب مفتوحا وان لم يرد لقاءه وجد الباب منغلقا «3»، وسافر ابنه مرة الى بلد وانقطع خبره اياما فأرجف فى الناس انه مات فكانت والدته تبكى عليه فقال الشيخ انه حى وقد رأيته يسوق اغناما له وسيأتى قريبا ان شاء الله تعالى وما لبثا ان جاء ومعه الأغنام «4»، توفى فى سنة ثمان وثمانين وستمائة «5» وقبره خلف محراب مسجد الجنازة «6» بين المقبرة رحمة الله عليهم «7».
79 - الشيخ سعد الدين ابو حامد محمود بن محمد الصالحانى الاديب «8»
صفحة ١٣٩