339

كان زاهدا زكيا عالما مرضيا ذا اخلاق ملكية وآداب نبوية بلغ مبلغ اهل الولاية ولاحت له اعلام العناية وكان مولانا قطب الدين محمد «5» بن ابي الخير يعتقدة اعتقادا تاما ويزروه مرارا فى كل اسبوع تبجيلا واحتراما فاتبعه فى ذاك ذريته وسرى «6» ذلك الاعتقاد الى افاضل عشيرته وروى فى سببه انه كان يقرأ سورة الأنعام فى بعض الأسحار فلما اتى على ذكر الأنبياء صلوات الله عليهم رفع يديه وقال يا رب بحق هؤلاء الذين ذكرتهم فى كتابك (ورق 177 ب) وامرت حبيبك محمدا باتباع هداهم وطريقهم «1» ارنى وليا من اوليائك فلما نام قيل له فى منامه اذهب الآن الى الجامع العتيق فاصعد منظر يحيى «2» فان فيه احدا من اولياء الله فانتبه وذهب سريعا الى المسجد وصعد المنظر فاذا الشيخ زكى الدين فقبل يده وفرح بما وجده فجعل يتردد اليه ويجلس متواضعا بين يديه ومدحه مرة بقصيدة مائة «3» بيت فأنشدها عليه قائما ثم احضر قرطاسا فيه مائة دينار فوضعها عنده وقال هذه جائزة القصيدة ثم دعاه الى بيته فأركبه ومشى فى ركابه واقتفاه الموالى، وكان مولانا السعيد مجد الدين «4» يزوره ويعتقده وقد مدحه ايضا بأبيات، وكان له اطعام عام وانعام تام ان نزل عليه ضيف واحد احصر طعام جماعة وان نزل عليه مائة رجل جاء بطعام ثلاثمائة واكثر حتى ان الحكام يتحيرون فى شأنه انه من اين ينفق وكان صاحب كرامات شائعة فى الألسنة ومن جملة اشعاره:

در راه خدا جان ده وفرياد مكن ... ور جان ندهى طريقه بنياد مكن

يا در ره دين همچو زكى ره رو باش ... يا خانه درين محله آباد مكن

دفن فى بعض حظائر الموالي في سنة .... وسبعمائة «5» (ورق 178).

صفحة ٤٤٩