327

ولده العالم الوحيد المشار اليه (ورق 172) والحبر الفريد المدار عليه فاق العلماء فى كشف حقائق التنزيل وبيان اسرار التأويل وفاز بالقدح المعلى والنصيب الأوفر الأعلى من فروع المذهب واصوله وتمهيد قواعد ابوابه وفصوله وجمع من اقسام العلم والفضل والكمال ما لم يجمعه احد في عهده وصرف عمره فى نشر العلوم والآداب راسخا فى اعلاء السنة والكتاب شرع فى درس الكتب وقد ناهز العشرين فأفاد حتى جاوز الستين وصنف فى الدين كتبا معتبرة قصر عنها البلغاء وعجز عنها الأذكياء وتخرج عليه العلماء الأفراد وتأدب به فضلاء البلاد، ومن مصنفاته كتاب التقريب فى التفسير، وتوضيح الحاوى فى الفقه، وشرح التوضيح له، وشرح اللباب، وشرح القصيدة العميدية «1»، والاغراب «1» فى الاعراب، وكان يقول غذيت بلبان العلم وحنكت بثمرة الفضل واول طعام ذقته فى الدنيا كان من حاصل الدرس «2» والفتوى وذاك ان ابى خرج يوم ولادتى لترتيب ما يحتاج اليه ولم يكن فى يده شي ء فتحير فى امره ولا يدرى اين يأخذ وبأى سبب من الأسباب يتوصل فرأى خيمة من بعيد فتوجه اليها فاذا قافلة من التجار راجعة من جزائر البحار (ورق 172 ب) وقد نزلت هناك فقصدهم فاستقبله تاجر فسلم وقال يا مولانا ان لى واقعة عجيبة فاسمعها ثم اشر علي فيها بما ترى من علمك فقلت «3» وما هى قال ان لى شريكا وبيني وبينه جارية مشتركة قد اشتريناها من مال كان بيننا وقد ابتليت بحبها وان شريكى لا يرضى ان تكون «4» لى كملا ولا يبيعني نصيبه منها وانا لا اقدر على تركها، قال فقلت ان الأمر سهل لو كانت تحبك قال هى تحبنى قلت انا اسمع كلامها فأدنانى الى الخيمة فسألتها هل تحبينه «5» فقالت هو احب الي من سمعى وبصرى قلت اتعاهدين ان لا تختارى عليه احدا قالت بلى فأخذت عليها العهد والميثاق ثم قلت للرجل اعتقها فتعتع الرجل وكره ذلك فقلت اعتقها ففيه ما يسرك وان العتق يسرى الى جميعها ثم تتزوجها، فاعتقها وتزوجها فلم ينشب «6» ان جاء شريكه فقال اين فلانة فقال كان من امرنا كذا وكذا فصرخ بالتشنيع وصرح بالتسبيع «7» فلم ينفعه ذلك ثم ان التاجر الأول جاءنى بسفط كبير فيه سكر كثير وقرطاس «1» فيه مائة دينار فاعتذر الى ودعالي، قال مولانا فلما ولدت اطعموني من ذاك السكر ورتبوا امورى من ذاك المال (ورق 173) وتعليقاته وفوائده اكثر من ان يحيط «2» بها التقرير او يحصرها الكتابة والتحرير، ومن منظوماته الفائقة المتينة،

يا قوم اني ضعيف عن زيارتكم ... بحق ما بيننا من خلة زوروا

من كان يترك اسبوعا احبته ... بلا التقاء فدعوى حبه زور

توفي فى سنة .... وسبعمائة «3» ودفن عند والده رحمة الله عليهم.

صفحة ٤٣٥