صحب المشايخ وسافر ورحل وتكلم فى التصوف (ورق 32 ب) والتوحيد وكان اماما في اللغة والنحو صحب السيرافى وكان شديد التعصب له وصحب ابن عباد «3» وابا علي «4» وله حط «5» على ابن عباد زائد وكلام على ابي علي وهو شديد الديانة، وله مصنفات كثيرة منها كتاب البصائر، وكتاب الاشارات، «6» وكتاب الامتاع والمؤانسة «7»، وجاور بيت الله الحرام، روى الديلمى باسناده عنه انه يقول «8» زعم بعض من يتبجح «9» بطريق ابي الطيب بن الجنيد «10» فى مذاكرة جرت فقال* انا اذا كنت اشهد النجوى «1» فى العلم والأرادة فكيف اتمرس في الأمر والكلفة لأني فى ذلك الفضاء منصرف «2» بالحق وفي هذا الجو منصرف «2» بالخلق وان كان حسن الأدب يقتضيني «3» هاهنا ان لا اخالف فان عين الحقيقة يقتضيني «3» هناك ان لا اوافق «4»، وكان بينه وبين شيخ الشيوخ ابى «5» الحسين 10 شئ فلما مات ابو حيان قال شيخ الشيوخ ابو الحسين «6» رأيته فى المنام فقلت ما فعل الله بك قال غفرلي على رغمك (ورق 33) فلما اصبح امر شيخ الشيوخ اصحابه فحمل فى محفة الى قبره ليصلي عليه فزاره وامر بلوح كتب عليه هذا قبر ابي حيان التوحيدى فوضع علي قبره، توفى سنة اربع عشرة واربعمائة 11 ودفن فى المقبرة المحاذية للشيخ «7»، ومما انشده «1» ما ذكره المقاريضي:
فكرت في الدنيا وجدتها ... فاذا جميع جديدها يبلى
واذا جميع امورها عقب «2» ... بين البرية قلما تبقى
واذا لها صرف يعد لها ... فى كل موضع زهرة افعى
ولقد مررت على القبور فما ... ميزت بين العبد والمولى
ولقد نظرت فلم اجد خلقا ... اعلى لصاحبه من التقوى
ولقد رأيت فلم اجد احدا ... اعز من قنع «3» ولا اغنى
مازالت الدنيا مبغضة «4» ... لم يعد صاحبها من البلوى «5»
صفحة ٥٥