كان سيد قومه سافر «7» الحجاز والعراق والشام وصحب رويما واشكاله ولقى سهل بن عبد الله التسترى، «1» قال الديلمى كان طريقه الشطح (ورق 31 ب) واظهار الشطارة يلبس الأكسية الشيرازية كأنه شاطر «2» يذهب الى الصيد ومعه الكلاب وكانت عنده حمائم، وسئل الشيخ الكبير عن احواله فقال كان يتسلى بتلك الحمائم عن ثقل به، قال وعزم ليلة على الصيد فرصده احد حين خرج فقفا اثره من غير ان يعلم به قال فلما توسط الجبال اطلق الكلاب ولبس مدرعة كانت معه وانتصب قائما يذكر الله عز وجل فسمعت جلبة في الجبل حتى ظننت ما بقي شجر ولا حجر ولا ذو روح الا ذكر الله بذكره، وقيل لم يكن في بيته الا جلد بقرة عليها قرناها فكان في الصيف يأخذ بقرنيها فيمدها الى الصحن فاذا كان الشتاء يأخذ بهما فيمدها الى تحت السقف. قال ابو بكر الأستاذ وكان خادمه لم يأكل عبد الرحيم مرة نيفا وعشرين يوما من الطعام فقلت يا شيخ اتأذن ان آتيك بطعام قال لا قلت فأنى اخاف عليك الضعف وكان عنده جاون «3» 9 كبير من حجر عظيم (ورق 32) فأخذه ورفعه الى صدره وقال هل ترى من ضعف فتحيرت فقال اذهب وتفقد تلك الحمائم «1» واسكت. قال الشيخ الكبير لما دخلت على رويم قال ما خبر عبد الرحيم فقلت مات قال رحم الله ذاك الرجل لقد صحبته واقواما بجبل اللكام «2» ما رأيت اصبر ولا اقوى منه. قال ابو الحسن الديلمي ورث الشيخ عبد الرحيم من ابيه عشرين الف درهم فابرأ ذمة الغرماء «3» عن عشرة الآف وقبض منهم عشرة «4» اخرى ثم جمعها فى مخلاة فصعد بها السطح في ليلة مظلمة فنثرها كلها على السطوح فأصبح الجيران يقولون «5» جاءتنا البارحة دراهم من السماء ثم نثر المخلاة فى الصباح فسقط منها درهم واحد فقال لأهله ابشروا فان الله تعالى اعطانا رزق اليوم «6»، وله حكايات كثيرة اثبت «7» بعضها فى سيرة الشيخ، وقبره قدام الشيخ الأكار فى مقبرة الشيخ رحمة الله عليهم «8».
صفحة ٥٢