فلما اشتد البأس في الوقعة الأخيرة بين العرب والعجم، وهي وقعة ذي قار، رأس القوم عمرو بن ثعلبة الشيباني (أخو صفية) فسفرت الحرقة بين يديه، وقالت توصيه: (من الكامل)
حافظ على الحسب النفيس الأرفع ... بمدججين مع الرماح الشرع
وصوارم هندية مصقولة ... بسواعد موصولة لم تمنع
وسلاهب من خيلكم معروفة ... بالسبق عادية بكل سميذع
واليوم يوم الفصل منك ومنهم ... فاصبر لكل شديدة لم تدفع
يا عمرو يا عمرو الكفاح لدى الوغى ... يا ليث غاب في اجتماع الجميع
أظهر وفاء يا فتى وعزيمة ... أتضيع مجدًا كان غير مضيع
المناسبة
وقالت أيضًا بعد الفوز بالوقعة: (من الطويل)
رغمنا بعمرو أنف كسرى وجنده ... وما كان مرغومًا بكل القبائل
هذا قصارى الأمر فاحمل محسرًا ... لكميك ما بين الظبا والذوابل
المناسبة (من الطويل)
وقالت (الحرقة):
لقد حاز عمرو مع قبائل قومه ... فخارًا سما فوق النجوم الثواقب
هم قلدوا لخمًا وغسان منة ... بسمر القنا والعاديات الشوازب
وكل غلام بالمكرة باسل ... أبي (جريء) للحروب مطالب
يقلب عسالًا ويندب صارمًا ... ويلبس يوم الروع ثوب المحارب
حمتني بنو شيبان والحي تغلب ... بقب المذاكي وسيوف القواضب
1 / 23