مصائب قوم عند قوم فوائد؟ - وماذا في هذا البيت يا مولاي؟ إنه لم يبذل فيه جهدا، ولم يعمل روية، ويعلم الله أنه استرق معناه سرقة الطوار البارع في النهار المبصر. استرقه من شاعر دفنته يا مولاي حيا بالانصراف عنه، والاستهانة بشعره. استرقه من شاعر غنى بمجد دولتك، فما ألقيت إليه سمعا، وأشاد بمآثرك فما حققت له أملا. ذلك الشاعر يا مولاي هو أبو الحسين الناشئ الأصغر، الذي يقول فيك حينما شغلك عنه انصرافك إلى ذلك المتنبي، واحتفاؤك به، وإسكات كل صوت للشعراء دونه:
إذا أنا عاتبت الملوك فإنما
أخط بأقلامي على الماء أحرفا
وهبه ارعوى بعد العتاب ألم يكن
تودده طبعا فصار تكلفا؟ - حقا كان من حق الناشئ علي أن ينال من إقبالي عليه ما هو حقيق بشعره وأدبه، إني أعذره يا أبا فراس، فقد أبطأ عنه عطائي حينا من الدهر طويلا: هل سرق معناه الرائع من هذا الشاعر الذي ظلمناه وبخسناه حقه؟ - نعم يا ابن العم سرق المعنى من قصيدة لهذا الشاعر ينوه فيها بصولة بني حمدان، ويذم بني العباس، الذين لا يفتئون يدسون لهم الدسائس غيرة وحسدا، ويغرون في الخفاء بعض القبائل الخارجة علينا، كبني كلاب وبني العجلان، بالانتقاض على مملكتنا، ومصارحتنا بالعصيان، فهو يقول:
إليكم يا بني العباس عني فإنني
إلى لله من ميلي إليكم لتائب
تركت طريق الرشد بعد اتضاحه
وأقصاكم عنه ظنون كواذب
أترضون أن تطوى صحائف عصبة
صفحة غير معروفة