وكانت بناته يعشن في السجن من غزل أيديهن في فقر وكفاف عيش، فحل أول عيد له بالأسر، فدخلن عليه في أطمار بالية، وقد غيرهن البؤس، وأنحلهن السغب، فلما رآهن قال:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
فساءك العيد في «أغمات» مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة
يغزلن للناس، لا يملكن قطميرا
يطأن في الطين والأقدام حافية
كأنها لم تطأ مسكا وكافورا!
ورأى من نافذة السجن، سربا من القطا، يطير حرا طليقا، فهاج وجده وأنشده:
بكيت إلى سرب القطا أن مررن بي
سوارح لا سجن يعوق ولا كبل
صفحة غير معروفة