أجب نداء أخي قلب تملكه
أسى، وذي مقلة أوهى بها سهر
رضاك راحة نفسي، لا فجعت به
فهو العتاد الذي للدهر أدخر
وهو المدام التي أسلو بها فإذا
عدمتها عبثت في قلبي الفكر
وإنما أنا ساع في رضاك فإن
أخفقت فيه، فلا يفسح لي العمر
فظهر السرور على وجه جابر وصاح : نجوت من صولة الحجاج ... إن أبي على قسوته وجبروته أديب أريحي يؤثر فيه سحر الكلام، والله إنها لخير من اعتذار النابغة لجدك النعمان ... ابعث بها إليه يا أبا القاسم على جناح طائر.
فبعث بها المعتمد إلى أبيه، وبقي أياما خائفا يترقب حتى جاء البريد الخاص برسالة من المعتضد، يقبل فيها عذره ويقلده ولاية «شلب»، ويأمر جابرا بالعودة إلى إشبيلية. فطار الأخوان فرحا وتعانقا كأنهما قاما من جدثين، وأخذ يستقبلان الحياة من جديد.
صفحة غير معروفة