42

شاعر الغزل عمر بن أبي ربيعة

تصانيف

فهلا «تسألي» أفناء سعد

وقد تبدو التجارب للبيب

والصواب «تسألين»؛ لأن «هلا» لا تجزم الفعل المضارع.

إلى نظائر لهذه الأخطاء والعثرات لا تراها على كثرة في كلام أمراء الصناعة.

فربما كثر الرديء في أشعارهم وأربى على الجيد في معظم الأحيان، ولكن الإتيان بالرديء غير الإعياء الذي يكشف مدى الطاقة وينم على الفاقة؛ فقد يلبس الرجل الثياب الغالية والثياب الرخيصة دواليك، فلا يدل ذلك على فقره كما يدل عليه لباس فاخر فيه رقعة، وإن لم يكن في ملبسه ثوب رخيص.

ويبدو لنا أن ضعف صناعته من ضعف اطلاعه على شعر المجيدين إلا ما كان يسمعه ويسمعه غيره من شعراء زمانه، ولعله كان ينجو من بعض هذا الضعف في الصناعة لو وفر حظه من الاطلاع والرواية؛ لأنه كان على ذوق حسن في الإعجاب بالجيد من الكلام، كما يظهر من أخباره القليلة في النقد والتعليق على الشعر الذي يسمعه من رواته.

قال عثمان بن إبراهيم الخاطي: «أتيت عمر بن أبي ربيعة بعد أن نسك بسنين وهو في مجلس قومه بني مخزوم، فانتظرت حتى تفرق القوم ثم دنوت منه ومعي صاحب لي ظريف، وكان قد قال لي: تعال حتى نهيجه على ذكر الغزل فننظر هل بقي في نفسه منه شيء؟ فقال له صاحبي: يا أبا الخطاب يكرمك الله. لقد أحسن العذري وأجاد فيما قال. فنظر عمر إليه ثم سأله: وماذا قال؟ فأنشده:

لو جذ بالسيف رأسي في مودتها

لمر يهوي سريعا نحوها راسي

فارتاح عمر إلى البيت وقال: هاه! لقد أجاد وأحسن ... فقلت: ولله در جنادة العذري. فقال عمر: حيث يقول ماذا ويحك؟ فأنشدته:

صفحة غير معروفة