صفحات رمضانية
الناشر
دار المآثر،المدينة المنورة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ/٢٠٠١م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الاستغفار
في شهر رمضان يجد المؤمن نفسه قريبة من أعمال الخير، تنقاد معه إلى الأعمال الصالحة، فيغتنم هذه الفرصة، لأن النفس أمارة بالسوء، وإذا لم يشغلها صاحبها بالطاعة، شغلته بالمعاصي، إذا هو يروضها في هذا الشهر إذ هي قابلة لذلك، ويأمل أن تستمر وتبقى وهي تألف الخير وتحبه.
فعليه أن يعودها على ذكر خالقها، وأن يكثر من الاستغفار ويلازمه، فإن النبي ﷺ أخبر أن الله تعالى يرضى عن عبده إذا استغفر، وأكد ﵊ على الاستكثار من الاستغفار في شهر رمضان، شهر المغفرة والرضوان، والعتق من النيران، ففي حديث سلمان ﵁ أنه ﷺ قال: "فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم"، وذكرهما وهما: "شهادة أن لا إله إلا الله، والاستغفار" رواه أبو خزيمة. فالاستغفار من أعظم أسباب المغفرة والعتق من النار؛ لأنه دعاء، ودعاء الصائم مستجاب في حال صيامه وعند فطره.
وقد حمع الله بين التوحيد والاستغفار في قوله جل وعلا: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾ [سورة محمد الآية (١٩)] . ونفى الله تعالى عذابه عن عباده المستغفرين، فقال جل شأنه: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [سورة الأنفال الآية (٣٣)] وأثنى ﷿ على المستغفرين بالأسحار. وقال ﵊: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب". رواه أحمد وأبو داود.
1 / 79