صفحات رمضانية
الناشر
دار المآثر،المدينة المنورة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ/٢٠٠١م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الاعتكاف
في الصحيحين، عن عائشة ﵂ قالت: "كان رسول الله ﷺ يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفاه الله تعالى". وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: "كان النبي ﷺ يعتكف في كل رمضان، عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما" رواه البخاري.
الاعتكاف سنة مؤكدة، ويتأكد في رمضان، وفي العشر الأواخر خاصة، وهو عبادة يخلو فيها العبد لطاعة ربه، فيقطع علاقته بالدنيا ومشاغلها، التي ألهته عن الإكثار من عبادة ربه في سالف الأيام، والاعتكاف ليس خاصا بهذه الأمة، بل كان معروفا من قبل، يدل عليه قوله تعالى: ﴿وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [سورة البقرة، الآية (١٢٥)] .
وقد حرص الصحابة ﵃، على التأسي بالحبيب المصطفى ﵊، في أقواله وأفعاله، ومن ذلك اقتداؤهم به في هذه العبادة العظيمة، فقد اعتكفوا معه في حياته، وواظبوا اعلى سنته بعد وفاته، وكذلك أزواجه أمهات المؤمنين ﵃ اعتكفن بعده.
إنما كان يعتكف ﵊، في العشر الأواخر طلبا لليلة القدر، ورجاء لموافقتها، وسؤال الله تعالى من فضله ورحمته، فيناجي ربه بذكره قائما وقاعدا، ويصلي ما شاء الله من النوافل،، ويتلو كتاب ربه، وهكذا فإن المعتكف ينبغي له أن يشغل أوقات اعتكافه كلها بسائر أنواع العبادات، من
1 / 69