تفسير قوله تعالى: (حرمت عليكم الميتة)
حرم الله علينا الميتة، والميتة قال العلماء: هي: كل حيوان مات حتف أنفه، أو ذُكِّي بغير ذكاة شرعية.
فالأول الذي مات حتف أنفه: هذا ميتة لغة وشرعًا.
والذي ذُكِّي على غير وجه شرعي: هذا ميتة شرعًا؛ وإلا فقد يكون أُنْهِرَ الدم فيه؛ لكنه ميتة؛ لأنه لم يذكَّ على طريق شرعي.
فلو أن رجلًا ذَكَّى شاة بحادٍّ، يعني: بسكين حادة، وقطع كل ما يعتبر قطعه، ولكنه لم يذكر اسم الله عليها، فإنها تكون حرامًا، تكون ميتة، لماذا؟ لأنها لم تذكَّ على وجه شرعي.
ولو أن وثنيًا أو مرتدًا ذبح شاة وقال: باسم الله، وقطع ما يجب قطعه فإن هذه الشاة ميتة شرعًا.
وعلى هذا فلو أن رجلًا لا يصلي ذكى شاة وقال: باسم الله، وقطع ما يجب قطعه فإن هذه الشاة لا تحل؛ لأن الذي لا يصلي مرتد كافر، لا تحل ذبيحته.
إذًا: الميتة ما هي؟ هي: التي تموت حتف أنفها، يعني: تموت بدون سبب، أو بذكاة غير شرعية.
يُستثنى من ذلك: ما استثناه الرسول ﵊ وهو: السمك، والجراد؛ فإن السمك ميتته حلال، حتى وإن لم تَصِده، لو وجدته على ساحل البحر ميتًا فهو حلال تأكله، وكذلك الجراد لو وجدته ميتًا فهو حلال تأكله؛ اللهم إلا أن يكون قد قُتل بمواد كيماوية، يُخشى منها الضرر، فهذا لا يؤكل من أجل ضرره؛ لا من أجل أنه ميت، قال النبي ﷺ فيما رواه ابن عمر ﵄: (أحلت لنا ميتتان ودمان: فأما الميتتان: فالجراد، والحوت، وأما الدمان: فالكبد، والطحال) .
3 / 3