109

اختيارات القاضي أبي يعلى الحنبلي الفقهية من أول كتاب الطهارة إلى آخر باب التيمم

تصانيف

الأدلة: أدلة أصحاب القول الأول: الدليل الأول: عن زيد بن أرقم (^١) عن رسول الله ﷺ قال: (إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث) (^٢). وجه الدلالة: أن هذه الأماكن تحضرها الشياطين ويهجر فيها ذكر الله فلا ينبغي إطالة المكث فيها (^٣). الدليل الثاني: أن في البقاء في الحمام فترة طويلة من غير حاجة كشف للعورة من غير مبرر (^٤). الدليل الثالث: أن هذا القعود الطويل يورث الباسور، ووجع الكبد (^٥). أدلة أصحاب القول الثاني: أما أصحاب القول الثاني القائلين بالكراهة، فاستدلوا بما استدل به أصحاب القول الأول، وقالوا: أن هذه الأدلة لا تقل على أن يقال أن هذا الأمر مكروه (^٦).

(^١) زيد بن أرقم هو: زيد بن أرقم بن زيد بن قيس، أبو عمر وقيل أبو عامر، الخزجي الأنصاري، صحابي، غزا مع النبي ﷺ سبع عشرة غزوة، وهو الذي أنزل الله تصديقه في صورة المنافقين. وله في كتب الحديث ٨٠ حديثًا. انظر ترجمته: [الإصابة ١/ ٥٦٠، وأسد الغابة ٢/ ٢١٩، وتهذيب التهذيب ٣/ ٣٩٤، والأعلام ٣/ ٣٩٥] (^٢) أخرجه أبو داود، كتاب الطهارة، باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء، ح/٦، (١/ ٤٩)،والنسائي في "الكبرى: كتاب عمل اليوم والليلة: باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، ح/٩٩٠٣ (٦/ ٢٣)، وابن ماجة كتاب الطهارة وسننها: باب ما يقول إذا دخل بيت الخلاء، ح/٢٩٦ (١/ ١٠٨)، وصححه ابن حبان والحاكم، انظر: البدر المنير (٢/ ٣٩١)، وصححه الألباني في الصحيحة (١٠٧٠). (^٣) انظر: معالم السنن (١/ ٢٢). (^٤) انظر: الشرح الكبير للدردير (١/ ١٠٤)، منح الجليل (١/ ٢٢٤). (^٥) انظر: البحرالرائق (١/ ٢٥٦)،حاشية ابن عابدين (١/ ٣٤٥). (^٦) انظر: المجموع (٢/ ١٠٥)، تحفة المحتاج (١/ ١٧٣)،أسنى المطالب (١/ ٤٦).

1 / 109