المنتقى من فتاوى الأئمة الأعلام
الناشر
دار طيبة الخضراء للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
مكان النشر
مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية
تصانيف
ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ، فَبُثوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ قِيلَ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ تَكُونُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ»، فقال رجلٌ من القومِ: كأنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قد كانَ في البادية.
(ب) كلمة: ﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ﴾، سِيقتْ ضِمنَ آياتٍ في نعيمِ المُتَّقينَ، هي قولُ اللهِ سبحانه: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (٥١) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٢) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (٥٣) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٥٤) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (٥٥) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (٥٦) فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (^١).
س: ما معنى القدر مع تفصيل شامل؟
ج: معناهُ أنَّ اللهَ ﷾ علمَ الأشياءَ كلَّها قبلَ وجودِها، وكتبَها عندَه، وشاءَ ما وُجِدَ منها، وخلقَ ما أرادَ خلقَه، وهذه هي مراتبُ القَدَرِ الأربعِ التي يجبُ الإيمانُ بها، ولا يكونُ العبدُ مؤمنًا بالقَدَرِ على الكمالِ حتى يكونّ مؤمنًا بها، كما ثبتَ عن النَّبيِّ ﷺ أنَّه أجابَ جبريلَ لمَّا سألَه عن الإيمانِ قال: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» رواه مسلمٌ في «صحيحِهِ».
وثبتَ عنه ﷺ في حديثِ عُبادةَ بنِ الصَّامتِ أنَّه قالَ له: «إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ الإِيمَانِ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا
_________
(^١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٣/ ٤٧٨).
1 / 61