سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير ﵁ -
الناشر
دار الأوراق الثقافية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ
تصانيف
إلى النضر بن الحارث فأبَدّهُ البصر، فقال لرجلٍ إلى جنبه: محمد والله قاتلي، لقد نظر إلي بعينين فيهما الموت! فقال لرجل إلى جنبه: والله ما هذا منك إلا رعبٌ. فقال النضر لمصعب بن عمير ﵁: يا مصعب، أنت أقرب مَنْ هاهنا بي رحمًا، كلّم صاحبك أن يجعلني كرجل من أصحابي، هو والله قاتلي إن لم تفعل. قال مصعب ﵁: إنك كنت تقول في كتاب الله كذا وكذا، وتقول في نبيه كذا وكذا. قال: يا مصعب فليجعلني كأحد أصحابي، إن قُتِلُوا قُتِلت، وإن مَنّ عليهم مَنّ عليّ. قال مصعب ﵁: إنك كنت تعذب أصحابه. قال: أَمَا والله، لو أسَرَتْك قريش ما قُتِلْتَ أبدًا وأنا حَيّ. قال مصعب ﵁: والله إني لأراك صادقًا، ولكن لست مثلك قطع الإسلام العهود (١)!.
وكان من بين الأسرى كذلك " أبو عزيز بن عمير، أسره أبو اليسر ﵁ ثم اُقْتُرِعَ عليه فصار لمُحرِزِ بن نضلة ﵁، وأبو عزيز أخوه مصعب بن عمير ﵁ لأمه وأبيه. فقال مصعب لمُحْرِزٍ ﵄: اُشدُدْ يديك به، فإن له أُمًّا بمكة كثيرة المال. فقال له أبو عزيز: هذه وصاتُك بي يا أخي؟ فقال مصعب ﵁: إنه أخي دونك! فبَعَثَتْ أُمّهُ فيه بأربعةِ آلافٍ، وذلك بعد أن سألت أغلى ما تُفَادِي به قريش، فقيل لها أربعةُ آلافٍ" (٢).
_________
(١) الواقدي: المغازي، ١/ ١٠٦.
(٢) المصدر السابق، ١/ ١٤٠.
1 / 42