سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير ﵁ -
الناشر
دار الأوراق الثقافية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ
تصانيف
تفتنوني. فأرادت حبسه، فقال: لئن أنتِ حبستنِي لأحرصن على قتل من يتعرض لي، قالت: فاذهب لشأنك، وجعلت تبكي، فقال مصعب ﵁: يا أماه إني لكِ ناصحٌ عليك شفيقٌ، فاشهدي أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، قالت: والثوَاقِب (١) لا أدخل في دينك فيُزرى برأيي، ويضعَّفَ عقلي، ولكني أدعُكَ وما أنت عليه، وأُقيمُ على ديني (٢).
وفي هذا يظهر حرص مصعب ﵁ على هداية أمه ودعوتها للإسلام بأسلوب كله شفقة ورحمة، ولكن الهداية بيد لله حيث يقول -جل وعلا-: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٥٦)﴾ (٣)، وإن دعوة الإنسان والديه للإسلام من أعظم البر الذي يقدم لهما.
كما يظهر ثبات مصعب ﵁ على دينه وعدم تنازله عنه رغم التهديدات والصعوبات التي واجهته.
_________
(١) الثواقب: الشهب المضيئة. الرازي: مختار الصحاح، ص٤٩.
(٢) ابن سعد: الطبقات الكبرى، ٣/ ٨٨ .. ... أحمد بن يحيى البلاذري: جمل من أنساب الأشراف، ٩/ ٤٠٧ - ٤٠٨. ... ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ٣/ ١٩٤.
(٣) سورة القصص: آية (٥٦).
1 / 39