سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير ﵁ -
الناشر
دار الأوراق الثقافية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ
تصانيف
المبحث الثاني: هجرته الأولى إلى المدينة ﵁ -:
رجع مصعب بن عمير ﵁ إلى مكة وأصبح الأمر أكثر استقرارا، ثم أتى ذلك الموسم الذي لقي فيه النبي ﷺ نفر من الأنصار، وكانوا رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا (١)، فعرض عليهم الإسلام فآمنوا به وصدقوه (٢)، ثم جاء العام الذي بعده فوافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا فلقوا النبي ﷺ وبايعوه على بيعة النساء (٣)، فعن عبادة بن الصامت ﵁، أنه قال: إني من النقباء (٤) الذين بايعوا رسول الله ﷺ، وقال: «بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل النفس التي حرم الله، ولا ننتهب، ولا نعصي، بالجنة إن فعلنا ذلك، فإن غشينا من ذلك شيئا، كان قضاء ذلك إلى الله» (٥).
فلما انصرف عنه القوم بعث رسول الله ﷺ معهم مصعب بن عمير ﵁، وأمره أن يقرئهم القرآن، ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين، فكان مصعب يسمى المقرئ بالمدينة، وكان منزله على أسعد بن زرارة بن عدس أبي أمامة، وكان يصلي بهم، وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض (٦).
_________
(١) ابن هشام: السيرة النبوية، ١/ ٤٢٨.
(٢) المصدر السابق، ١/ ٤٢٩،
(٣) المصدر السابق، ١/ ٤٣١.
(٤) جمع نقيب والنقيب: العريف، وهو شاهد القوم وضمينهم. إسماعيل بن حماد الجوهري: الصحاح، ١/ ٢٢٧.
(٥) البخاري: صحيح البخاري، كتاب أصحاب النبي ﷺ، باب وفود الأنصار إلى النبي ﷺ ...، ٥/ ٥٥،رقم ٣٨٩٣.
(٦) ابن هشام: السيرة النبوية، ١/ ٤٣٤.
1 / 31