سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير ﵁ -
الناشر
دار الأوراق الثقافية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ
تصانيف
الفصل الثاني: حياة مصعب بن عمير ﵁ بعد الإسلام:
المبحث الأول: إسلامه ﵁ -:
عندما بُعث النبي ﷺ وبدأ الدعوة إلى الله آمن به كبار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فآمنت به زوجته خديجة ﵂، ثم علي بن أبي طالب ﵁، ثم زيد بن حارثة ﵁ (١)، فكان هؤلاء قد آمنوا به قبل أن يدخل دار الأرقم ﵁، ولما اشتد أذى كفار قريش دخل النبي ﷺ دار الأرقم بن أبي الأرقم ﵁ يعبد اللَّه تعالى فيها سرّا من قومه، ودخل معه جماعة حتى تكامل المسلمون أربعين رجلًا (٢)، وكانت هذه الدار في الصفا، بعيدة عن أعين كفار قريش ومجالسهم، فاختارها رسول الله ﷺ ليجتمع فيها بالمسلمين سرًا، وذلك في السنة الخامسة من البعثة، فيتلو عليهم آيات الله ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة؛ وليؤدي المسلمون عبادتهم وأعمالهم، ويتلقوا ما أنزل الله على رسوله ﷺ وهم في أمن وسلام، وليدخل من يدخل في الإسلام، ولا يعلم به
_________
(١) ابن اسحاق: سيرة ابن سحاق، ص١٣٩.
البيهقي: دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، ٢/ ١٦٥.
أحمد بن علي المقريزي: إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع،
٩/ ٩٥.
(٢) محمد بن يوسف الصالحي الشامي: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد، ٢/ ٣١٩.
1 / 22