وههنا يتضح جليا أن عمر -رضي الله تعالى - أمرهم بالاعتصام بالله ﷿ قائلا "وإني أدلكم على من هو أعز نصرا وأحضر جندا الله ﷿".
فنعم الله فإنه من استنصره نصره ومن سأله أعطاه ومن استغاث به أغاثه ومن فوض أمره إليه كفاه. (١) -
الموقف الثالث:
أخرج ابن سعد عن ثُمامة بن عبد الله قال: جاء أنسًا ﵁ أكّارُ بستانِه في الصيف، فشكى العطش، فدعا بماء فتوضأ وصلى، ثم قال: هل ترى شيئًا؟ فقال: ما أرى شيئًا، قال: فدخل فصلى ثم قال في الثالثة -أو في الرابعة-: انظر، قال: أرى مثل جناح الطير من السحاب، قال: فجعل يصلي ويدعو فقال له أكاره: قد استوت السماء ومطرت، فقال: اركب الفرس الذي بعث به بشر بن شَفاف فانظر أين بلغ المطر؟ قال: فركبه فنظر، قال: فإذا المطر لم يجاوز بستانه. (٢).
وهنا كيف اعتصم أنس ﵁ بربه فظل يصلي يطلب من ربه وينادي مولاه حتي جاءه الغيث وهطل عليه المطر وارتوت أرضه بالماء.
الموقف الرابع:
_________
(١) حياة الصحابة ٣/ ٤٣٢.
(٢) حياة الصحابة-٣/ ٢٩٧ ...................
1 / 20