أسرار البلاغة - ت محمود شاكر
الناشر
مطبعة المدني بالقاهرة
مكان النشر
دار المدني بجدة
تصانيف
وعُرّىَ أفراسُ الصِّبَا وَرَوَاحِلُهْ " وقوله: " السفَرُ ميزان القوم "، وقول الأعرابي: " كانوا إذا اصطفُّوا سَفَرتْ بينهم السهام، وإذا تصافحوا بالسيوف قَفَز الحِمَام "، والتمثيل كقوله: " فإنك كَاللَّيْلِ الَّذِي هُو مُدْرِكِي " ويؤتى بأمثلة إذا حُقّق النَّظَر في الأشياء يجمعها الاسم الأعمّ، وينفرد كل منها بخاصّةٍ، مَنْ لم يقف عليها كان قصيرَ الهمّة في طلب الحقائق، ضعيفَ المُنّة في البَحْث عن الدقائق، قليلَ التَّوْقِ إلى معرفة اللطائف، يرضى بالجُمَل والظواهر، ويَرَى أن لا يُطيل سَفَر الخاطر، ولعمري إنّ ذلك أروَحُ للنفس، وأقلُّ للشُّغْل، إلا أنّ مِنْ طلب الراحة ما يُعْقب تعبًا، ومِنَ اختيارِ ما تقلُّ معه الكُلفة ما يُفْضِي إلى أشدّ الكُلفة، وذلك أن الأمور التي تلتقي عند الجُملة وتتَباين لَدَى التفصيل، وتجتمع في جِذْمٍ ثم يذهب بها التشعُّب ويقسمها قَبِيلًا بعدَ قبيل، إذا لم تُعْرَف حقيقة الحال في تلاقيها
1 / 28