واستمر الطفل يبكي، شاكيا باكيا، كما تبكي المياه في الميازيب في ليالي الشتاء. - أين الجنرال؟
بقيت «نينيا فيدينا» صامتة كالحيوان الجريح، تعض شفتيها ولا تدري ماذا تفعل. - أين الجنرال؟
ومرت خمس ، عشر، خمس عشرة دقيقة على هذا الحال.
وأخيرا، مسح المدعي العام فمه بمنديل أسود الحافات وأضاف وعيدا جديدا إلى قائمة أسئلته: حسنا، إذا لم تردي سنجعلك تأكلين بعض الجير الحي ونرى ما إذا كان ذلك سيذكرك أين ذهب الجنرال. - سأفعل كل ما تريد، ولكن دعني أولا دعني أرضع طفلي الصغير. لا تكن ظالما هكذا يا سيدي، إن الرضيع الصغير لم يرتكب ذنبا. بإمكانك أن تعاقبني أنا كما تشاء.
وجذبها أحد الرجال الذين يحرسون الباب إلى الأرض بخشونة، ووجه إليها آخر «ركلة» طرحتها أرضا. ومحت الدموع والسخط الذي شعرت به مناظر الجدران والأشياء من ناظريها. ولم تعد تشعر بشيء خلاف صراخ طفلها.
وكانت الساعة الواحدة صباحا حينما بدأت تبتلع الجير حتى لا يستمروا في ضربها. وكان طفلها يبكي ...
وكان المدعي العام يردد بين آونة وأخرى: أين الجنرال؟ أين الجنرال؟
الواحدة صباحا ...
الثانية ...
وأخيرا، الثالثة ... ورضيعها يبكي ...
صفحة غير معروفة