قال فاسكيز: إنه المدعي العام ...
وتساءلت «لامسكواتا»: ولماذا جاء إلى هنا؟
كيما يقبض على الجنرال. - ألهذا قد ارتدى كل أوسمته وأصبح كالطاووس؟ لماذا لا تقطف لك ريشة تلك الرياش التي تتوج رأسه؟ - كلا، شكرا. يا لك من فضولية ثرثارة. إنه يرتدي حلته الرسمية لأنه في طريقه لمقابلة السيد الرئيس. - يا لحسن حظه، أكون عاهرة لو لم يكونوا قد قبضوا على الجنرال في الليلة الماضية. - لماذا لا تصمتين؟
وحين هبط المدعي العسكري العام من عربته، صدرت الأوامر في صوت خافت، ودخل أحد الضباط إلى المنزل على رأس فرقة من الجنود، شاهرا سيفه في يد وحاملا مسدسا في يده الأخرى، فبدا أشبه بالضباط في التصاوير الملونة عن الحرب الروسية - اليابانية.
وبعد عدة دقائق، حسبها فاسكيز قرونا إذ هو يراقب كل ما يحدث وقلبه يخفق بين ضلوعه - عاد الضابط شاحب اللون شديد الاضطراب، ليخبر المدعي العام بما حدث.
وصاح المدعي العام: «ماذا؟ ماذا؟» وخرجت كلمات الضابط مندفعة ثائرة من ثنايا طيات أنفاسه المتهدجة.
وزأر المدعي العام: ماذا ... ماذا، أتقول أنه قد هرب ...؟ واحتقن عرقان في جبهته كأنهما علامتا استفهام سوداوان «وأنهم ... أنهم ... وأنهم نهبوا المنزل؟»
وبدون إضاعة مزيد من الوقت اختفى داخل المنزل يتبعه الضابط؛ وألقى نظرة خاطفة، ثم عاد بخفة إلى الشارع ويده السمينة تقبض في غضب على مقبض سيفه، ووجهه من الشحوب لدرجة يصعب معها التفريق بين شفتيه وشاربه الغض.
وقال متسائلا حين خرج من المنزل: «كيف هرب ... هذا ما أود أن أعرفه؟ لقد اخترع الهاتف من أجل هذا، لتنفيذ الأوامر ... للقبض على أعداء الحكومة. آه أيها الثعلب العجوز! سوف أشنقه إذا وضعت يدي عليه. إنه في موقف لا يحسد عليه أبدا.»
وفجأة وقعت عينا المدعي العسكري العام على «نينيا فيدينا» كالصاعقة وكان ضابط «ورقيب» قد أحضراها بالقوة حيث كان المدعي العام يزفر ويزأر.
صفحة غير معروفة