الصوت الثاني: حتى أحفاد الرجال الذين جلدوا يشعرون بالخزي من ذكري ذلك.
الصوت الأول: إنك لسان شر! من الأفضل أن تلزم الصمت.
الصوت الثاني: كل شيء يبدو شرا في نظر رجل الكنيسة.
الصوت الأول: لا شيء من هذا القبيل. أي أساطير خرقاء قد حشوا بها رأسك؟
الصوت الثاني: أقول لك إن أي شيء يقوم به الآخرون يعتبره رجل الكنيسة شرا.
الصوت الثالث: تكلما! استمرا في الكلام! لا تتوقفا بحق من تحبانه أكثر من غيره في هذه الدنيا! إن الصمت يملؤني بالرعب، إني خائف إنني أتخيل دائما أن يدا تمتد نحوي في الظلام لتقبض على عنقي وتخنقني.
كان الطالب ومساعد القس لا يزالان محبوسين في السجن الذي قضى فيه الشحاذون ليلة واحدة، بيد أنه كان معهما الآن المحامي «كرفخال».
قال كرفخال: لقد تم إلقاء القبض علي بطريقة مرعبة جدا. ذلك أن الخادمة التي خرجت في الصباح لتبتاع بعض الخبز عادت لتقول لنا إن المنزل محاط بالجنود. قالت ذلك لزوجتي وزوجتي قالت لي: بيد أنني لم أهتم بالأمر، وتصورت أنهم يبحثون عن أحد مهربي البراندي أو غيره من المجرمين. وأنهيت حلاقة ذقني، وأخذت حمامي وتناولت إفطاري، وارتديت ملابسي كيما أتوجه لتهنئة رئيس الجمهورية - كنت في «آخر أبهة» كما يقولون. «أهلا يا صديقي، يا لها من مفاجأة!» هكذا قلت للمدعي العسكري العام حين وجدته على عتبة بابي مرتديا زيه الرسمي الكامل. فرد علي قائلا: «لقد حضرت هنا من أجلك. هيا بنا فقد تأخرنا بالفعل.» وسرت معه بضع خطوات، وحين سألني عما إذا كان لدي فكرة عن سبب محاصرة الجنود للمنزل، قلت له: كلا. فقال: إذن سأقول لك أيها الجرذ الصغير. لقد حضروا للقبض عليك. «ونظرت إلى وجهه ورأيت أنه لا يمزح، وعند ذاك أمسك أحد الضباط بذراعي واصطحبني الجميع خارجا مرتديا سترتي الصباحية وقبعتي العالية، وألقوا بجثتي في هذا السجن.»
وأضاف بعد فترة صمت: والآن، تكلما أنتما الاثنان. إنني أرتعد من الظلام، إني خائف!
وهتف الطالب: آه يا عزيزي، آه يا عزيزي! ماذا حدث؟ إن رأس مساعد القس بارد كالثلج. - ماذا تعني؟ - إنني ألمسه، ولكنه لم يعد يشعر بأي شيء، و... - إنه لست أنا، حاذر مما تقول! - من هو إذن؟ أنت يا كرفخال؟ - كلا. - إذن ... هل هناك رجل ميت بيننا؟ - كلا، إنه ليس رجلا ميتا ... إنه أنا.
صفحة غير معروفة